المشاركات الشائعة

الجمعة، 21 يناير 2011

أحداث دارفور ؛دراسة اطارها خمسون عاماً

أحداث دارفور : دراسة فرنسية إطارها الزمني خمس عقود
ترجمة وتحليل | عمر ابراهيم الأمين  
اتفقت دراسة أجراها الباحث في الدراسات الافريقية الفرنسي ( جيروم توبيانا ) الى حد كبير مع التصريحات والمعلومات الرسمية التي ظلت ترددها الدبلوماسية السودانية حول أصل ومسببات الصراع الدائر في دارفور , الشيء الذي لم يرق إلى المعادين للحكومة كون الدراسة خرجت برؤى مغايرة لصورة المعتدي ( الحكومة والعرب ) والضحية ( المتمردين الأفارقة ) التي كرست لها وسائل الإعلام الغربية .
 إلا أن الدراسة بما توفر لها من مقومات هزمت كل من حاول التشكيك في نتائجها , فاذا نظرت للاطار الزماني تجد ان الباحث استفاد من المعلومات والصور والبيانات التي كان مصدرها والديه ( ميري جوز , وجوزيف توبيانا ) الذين عاشا في شمال غرب دارفور وسط الزغاوة وغيرهم وأشاروا الى الاحترام المتبادل بينهم والمواطنين طيلة فترة عملهما كخبراء في الانثربولجي منذ الستينات وحتى ثمانينيات القرن الماضي . كما أتاحت طبيعة عمل الباحث كمستشار لعدة منظمات دولية كأطباء بلا حدود والمعونة الامريكية وغيرهما التجوال في اطار مكاني شمل جميع أرجاء دارفور بما فيها مناطق المتمردين وأستبين العامة والسياسيين وزعماء العشائر المستقرين في قراهم ومن هم بالمعسكرات الناطقين بالعربية وغيرهم من أصحاب اللهجات الافريقية المحلية في الفترة مابين عام 2004م – 2009م.  
كما ان الباحث توبيانا قد شارك عام 2007 م بفصل كان عنوانه ( صراع حول الموارد ) كجزء من كتاب ( الصراع في دارفور والبحث عن سلام ) لكاتبه ( أليكس لمؤسسة ( دو وول كامبريدج )
نال جيروم درجة الدكتوراة في الدراسات الافريقية ووجد اسهامه القوي اشادة من عدة جهات وتم نشر الرسالة الاسبوع المنصرم في كتاب بعنوان ( أحداث دارفور ) من احد عشر فصلاً :  واستهل الكتاب بدراسة ميدانية لحقبة والديه اطلق عليها عنوان ( تواريخ اسرة ) في منطقة ش غ دارفور حيث واصل الباحث مع اصدقاء والديه دراسة لمقارنة الواقع ابان حقبة والديه وما يحدث حالياً في المنطقة .
وتناول في الفصل الثاني علاقة المجموعات العرقية ببعضها . وفي الفصول من 3-5 عبارة عن دراسة استقصائية  حول أصل الصراع وظهور مصطلح جنجويد وشكل العلاقة بين العرب والاثنيات الاخرى قبل وبعد الحرب وسمى الفصل السادس ( قرية الاله ) عندما زار قرية ( موزبات ) وقال ان معظمها من الشماليين الذين تبنوا أعرافاً مقدسة بغرض تأمين ماشيتهم . وسع الباحث في الفصل السابع اطاه المكاني لتشمل استطلاعاته العرب في كتم وشمال نيالا ومن جبل مرة الى دارسيلا شرق تشاد حول كيفية تسليح القبائل العربية والاعتماد على انفسهم في حسم الصراع , ولكنه خلص الى ان العرب والجنجويد لم يمثلوا كياناً واحداً .
ختم د.جيروم كتابه برسالة الى والده الذي سبق ان تحدث عن أزمة في الموارد كالماء وصراع حول المراعي في غرب دارفور وأشار الى عدة محاور اختلفت في بعض ملامحها عن حقبة والده ولكنه أكد ان ذاكرة الماضي لا تزال في اوساط الافراد والمجموعات حبلى بالقيم الموروثة الشيء الذي سيسهل عملية الحل الذاتي للصراع  .
 يقول احد المشككين فيما جاء بالكتاب :  
ان الكتاب تجاهل الاجماع حول تحديد المعتدي والضحية , وانه اعتمد على 40% من الصور الابيض وأسود التي حصل عليها من والده وتجاهل صور التشرد والدمار التي حلت بالقرى والآبار, وذهب الى ان النزاع حول المراعي متفقاً في ذلك مع تصريحات الحكومة ويعزي الصراع كذلك الى تفكيك الادارة الأهلية والجهل وأخطاء الأنظمة السابقة  .   
 خاتمة : بعض المعادين للحكومة السودانية يريدون ان يسمعوا ويقرأوا الآراء التي تختلف مع وجهة نظر الحكومة ولا يقبلون الاتفاق معها حتى لو جاءت هذه الآراء نتاج اسهام بحثي اطاه الزمني اكثر من خمسة عقود واطاره المكاني غطي كافة ارجاء دارفور وشرق شاد والعاصمة الخرطوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق