المشاركات الشائعة

الأربعاء، 15 يونيو 2011

أراضي سنار والاجندات التائهة

عمر ابراهيم الامين
أراضي سنار والأجندات التائهة !   
    شكلت الوثائق الخاصة بقضايا الأراضي في مملكة سنار مصادراً وأدلة استند عليها الباحثون في دراساتهم لاثبات فروض بحثية حول الأنظمة القضائية والتشريعية والتنفيذية والادارية المتبعة آنذاك وأكدت في مجملها حكمة ورشد وعدالة تلكم الانظمة .
   وما يثير الدهشة في زماننا هذا بعض المسميات التي يطلقها العامة والمختصون حول درجات الملكية في حيازة الأراضي ويقال هذا ملك حر أو حجر وذاك وضع يد ومصدر الدهشة أن الملك الحر هو ما تم تسجيله في فترة الاستعمار بموجب قانون 1925م ومفهوم المخالفة يشير هنا الى ان الأراضي التي تم تسجيلها بعد الاستقلال ليست ملكاً حراً الشيء الذي يترك انطباعاً سالباً وخاطئاً ينبغي تصحيحه وقبل ذلك على السلطات اتباع المعايير الشرعية لاستحقاق الأراضي السكنية والاستثمارية حتى تستحق ان توصف هذه الحيازات بأنها حرة الهدف منها استقرار المواطن في بلده وتبعث فيه معاني الانتماء والوطنية .
  عندما تغيب معايير الاستحقاق في تخصيص الأراضي وتحل مكانها موازنات سياسية تتعقد العملية وتدخل دائرة ضيقة من الصفقات الخاسرة وتتفشى ممارسات اقرب الى الابتزاز .
من أمثلة هذه الصفقات الخاسرة تم تعويض النازحين الذين كانوا يقطنون عشواياً داخل مدينة سنار بحي أطلق عليه اسم أبيي وقامت السلطات بتخصيص مخطط سكني أطلقت عليه مدينة السلام لترحيلهم من العشوائي المسمى أبيي ولترغيبهم في الرحيل الى مدينة السلام أباحت لهم السلطات بعض المحظورات كتصنيع الخمور البلدية, ورغم ما توفر لهم من خدمات هذه المدينة جاء رد الجميل بعدم استجابتهم لنداءات الوحدة ومعظمهم حزموا أمتعتهم وسافروا ليشاركوا في التصويت للاستفتاء في الجنوب ومن بقي منهم لم يشارك في عملية التصويت بمراكز سنار .
والمثال الآخر قرية طيبة التجانية بالقرب من سنار وهي مثل - شانتي تاون – التي بنيت بليل كما صورها الكاتب الافريقي صاحب رواية ( صرخة يا وطني الحبيب ) والفرق بين المدينتين ان طيبة كانت معسكر للاجئين احتضنتهم المنطقة تقديراً لظروفهم العصيبة التي مرت بها بلادهم – تشاد - في منتصف ثمانينات القرن الماضي بينما – شانتي تاون –  بناها الزولو ( السكان الاصليين المضطهدين في ارضهم ) .
   في ذلك الوقت كنا طلاباً في الثانوية  وكانت الأحزاب السياسية تستقطب الناخبين حتى لو كان الثمن هو توطين هؤلاء اللاجئين الأجانب ومن المواقف التي أذكرها أن هؤلاء اللاجئين كانوا يأتون لأخذ المياه من حنفيات محطة سكك حديد سنار الجديدة ويا ويلهم ان لمحهم ناظر المحطة وكنا نترك رياضتنا أحياناً لنساعدهم وأحياناً نشفق عليهم ونترجى عمنا الناظر ان يسمح لهم بأخذ المياه ولكنه كان يرد بانه يفعل هذا من أجل مستقبلنا وحمايتنا منهم . ودارت الايام لنشهد موقف آخر في انتخابات 1986م حينما منع الانصاري الغيور  ابراهيم الأمين يرحمه الله واحدة من هؤلاء كادت ان تدلي بصوتها بعدما أقنعها بذلك من كانت تعمل خادمة في منزله, ولم نكن ندرك ان تأثيرهم سيمتد الى حياتنا السياسية والاقتصادية والامنية وانهم سوف يتحولون الى مواطنين من الدرجة الأولى يتبنون فيما بعد شعارات جوفاء تساند الحركة الشعبية في صناعة الفتن وفي حملتها الجوفاء ضد ما يسمى التهميش!
 بأي حق وقانون أصبح لهؤلاء اللاجئين وطناً ؟وارض هنا يتمتعون فيها بميزات وخدمات أكثر منا نحن الذين ظللنا نروي هذه الارض بدمائنا وعرقنا وكذلك  فعل آباؤنا وأجدادنا وسيفعل أبناؤنا انشاءالله !
هل هناك اتفاق بين حكومتي تشاد والسودان يسمح بالجنسية المذدوجة ؟
الم تأتي صناديق الاقتراع التشادية لهؤلاء الناس ومارسوا حقهم الانتحابي ؟
هل يسمح لنا ان نستوطن في دولة أخرى ؟ قطعاً لا فالذاد اذا لم يكفي اهل البيت لا يستحقه الجيران . أذكر اننا حاولنا عبور الحدود الى اثيوبيا وكنا فريق صحفي يزور القلابات بولاية القضارف وكان الفاصل بينها والقلابات الحبشية  خور عليه جسر يرفرف في نهايته العلم الاثيوبي وعبرت الحافلة الجسر فاذا بحرس الحدود يصيح : أرجع ! لماذا لا يسمح لنا بزيارة السوق الحدودي ؟ وقال لهم الاستاذ طيفور ( مشرف من المجلس القومي للصحافة ) قال لهم ماذحاً : ان هذه المنطقة تسمى المتمة وانا جدي المك نمر, ولكن هيهات لكل بلد ضوابط .
كيف تحولت منطقة  طيبة من معسكر لللاجئين الى قرية معترف بها ؟ يجيبني احد المتطوعين في لجنة شكلت قبل ستوات من قبل الرعاية الاجتماعية لحصر اللاجئين وكانت دهشته بالغة عندما وجدت اللجنة ان المعسكر به لاجئ تشادي واحد وان البقية حررت لهم جنسيات بداية من عام 1986م وبعضها في العامين التاليين لهذا العام .
هنالك جدل دائر بالولاية حول ترحيلهم من هذا الموقع الاستراتيجي وخاصة انهم كتبوا على اللافتة الحديدية عند مدخل القرية  - طيبة التجانية – الحركة الشعبية -  وبوصولي القرية وجدت آثار دهان مسحت به الحركة الشعبية ولكن من يدقق يستطيع قراءتها وعلمت من مصدر بالقرية انهم منحوا اكثر من سبعمائة قطعة سكنية بمدينة السلام وسيمنحوا المذيد وكشف مصدر بوزارة التخطيط العمراني فضل عدم ذكر اسمه ان معظمهم باعوا القطع مستعينين بالديباجات التي سلمت لهم وقال ان المشتري ربما يقع في فخ الاجراءات وخاصة ان هناك تيار داخل قرية طيبة يرفض ترحيل القرية لأنهم أعلنوا انضمامهم للمؤتمر الوطني . كما علمت ان كثير منهم انسلخوا من الحركة الشعبية وانخرطوا في صفوف المؤتمر الوطني من ضمنهم رئيس اللجنة الشعبية  الحالي . اذن فهم الآن في وضعية عملاء مذدوجين بين الحركة والوطني . وأصحاب جنسية مذدوجة تشادية – سودانية .
ومن هنا نناشد والي سنار بالاستجابة الى طلبات الشباب ومنحهم القطع السكنية التي تأويهم لأن من تزوج منهم او امتنع مشكلته الاساسية هي المأوى . كما ان هناك اسر لشهداء وارامل ومكافحون يسعون منذ سنوات وقد ارهقتهم الاجراءات ولا يزالون يسعون وراء أمتار من الارض تأويهم, بينما تمنح القطع في المربعات القيمة استجابة لمن يمارسون الابتزاز السياسي, أو المرضي عنهم, أو عبر المزادات ليفوز بها اصحاب المال.  ان تاييدنا للانقاذ جاء في سبيل المقاصد الشرعية التي تحفظ للانسان عزته في ارضه وفقاَ للقانون والدستور وبعيداً عن الصفقات السياسية  ,
 وها هي معظم الولايات قد نفذت مشاريع الاسكان فهل من اجابة تبرر تلكؤ ولاية سنار في توفير التمويل اللازم لخدمة اهداف المشروع  ؟  
مرفق صورة : 1- لافتة القرية  2- سوق القرية  3- الشفخانة – التطعيم –


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق