المشاركات الشائعة

السبت، 19 نوفمبر 2011

نزهة

يكتبها من سنار : عمر ابراهيم الأمين
  أحسست بشيء من الاختناق والضيق بسبب القطوعات الطويلة للمياه وللكهرباء منذ بداية الصيف ويقال ان قطع امداد المياه يقصد به تقليل فاتورة الكهرباء وانقطاع الكهرباء سببه تقليص العمالة فاذا استغنت الهيئة عن قارئي العداد فهل ستجلب ريبوتات لاصلاح الاعطال ؟
  كنت في السابق عندما أشعر بمثل هذا الضيق أتمشى وأحياناً أجلس على بينشات من الاسمنت بنيت على ضفاف بحيرة الخزان وكان هواؤها هو البلسم الشافي ودون تخطيط انطلقت اتنسم الهواء النيلي العليل وأثناء عبوري للكبري الطائر تظهرعلى يميني مياه البحيرة الزرقاء بالرائحة الطيبة للنيل و قد تمددت المياه لتعانق الافق الغائم, ومن اتجاه الصعيد داعبت ظهري نسمات تحمل معها رائحة دعاش المطر وعن يساري مركز لتدريب الشباب . لوحت محيياً الاستاذ المدرب الذي رد بابتسامته الشهيرة رغم انشغاله بتدريب جيل المستقبل فن السباحة والقفز من أعلى الكبري الطائر ثم على سقالة مرنة يقفزون في رشاقة نحو المياه ثم يتنافسون على سباق الفراشة وغيرها من الاوضاع وأذهلني هذا المشهد الرائع للمدرجات التصاعدية من داخل المياه الى أعلى سور المركز وعلى جوانبها مظلات أنيقة لجلوس الاسر ومراجيح للاطفال وآخرون يتدربون ويتنافسون على فن الرماية اتجهت شمالاً وعلى يساري المحلية القديمة حيث ادهشني السراميك بين الارصفة المتناسقة والاسلوب الحديث للصرف الصحي والكفتريات السياحية و الزوارق النيلية تحمل المتنزهين والمتزلجين على المياه في نزهة شرقية ليعبرون الى الضفة الاخرى . وحاولت ان اسرع لاكتشف المذيد من اللمسات الابداعية في هذا المكان العزيز على قلبي وأواصل بحثي عن ذبابة أوباعوضة أو نملة لان مدير الشئون الصحية قد أعلن رصده مبلغ مليون جنيه لمن يعثر على واحدة من الحشرات المذكورة فاذا بارجل حمار النوم تنغرز في وحل البركة الشهيرة بنتانتها وطارت جيوش من البعوض والذباب وهاجمت اذناي اصوات لطرقات نافخي الكير ونهيق الحمير وصهيل الخيول الحكومية التي طردت من اصطبلاتها بعد ان شاخت وجرب جلدها واصوات الباعة المتجولين الذين يبيعون  البرسيم وابوسبعين والعلف الجاف وهاجمت انفي الروائح النتنة من كل اتجاه فهؤلاء منظفو السمك والطيور والكوارع وبائعو الحطب والفحم ووجدت نفسي محاصر في مكان حباه المولى عز وجل بأجمل طبيعة ولكنه الأكثر اهمالاً على الاطلاق رغم قربه من المجلس التشريعي ومكاتب آلية التنظيم والاصحاح والمعتمدية والاراضي والتربية والتعليم . ولو لم اكن نائماً لما طاوعت حمار النوم ليأتي بي لهذا المكان الذي كنا في السابق نشعر بالفخر عندما يزورنا ضيف وندعوه لنزهة على ضفافه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق